1- الأندلس وبنو أمية

توالى على (الأندلس) ولاة بني (أميَّة)، وفي عهد (عبد العزيز بن مُوسي بن نُصَير)، قدِم الناس من (الشام) و (العراق) و (مصر) إلى (الأندلس)، فأنزل كل جماعة منهم في جهة؛ حسب حاجة الأرض للزراعة، وحسب حاجة الدفاع عن البلاد. وقام (السَّمْح بن مالك الخولاني)، والي (الأندلس) في عهد (عمر بن عبد العزيز)، بالعديد من الأعمال الإدارية والعمرانية؛ مثل بناء قنطرة (قُرطبة)، وفَتَح جنوب (فرنسا)، وتُوفي أثناء حصار مدينة (تولوز).

واستولى من بعده (عبد الرحمن الغافقي) على (إرْل) و (بُورْدو) و (ليون) و (تور)، واستُشهد في معركة (بلاط الشهداء)، التي كانت الغلبةُ فيها للمُسلمين، لكنهم ارتدّوا للحفاظ على الغنائم؛ فاضطرب الجيش أمام جيش الإفرنج المهزوم بقيادة (شارل مارتل)، فكثر القتل فيهم وانسحبوا حتى امتلأ السهل بجثث الشهداء. ومن الغريب أنَّ أمراء (الأندلس) رغم قوتهم لم يُطهروها من بقايا القوط والنافاريين الذين سكنوا الشمال الغربي، وسيكونون فيما بعد نواة القوة التي ستطرد المسلمين من (الأندلس)!

عندما تولَّي العباسيون الخلافة، طاردوا الأمويين وقضوا عليهم، ففر (عبد الرحمن بن مُعاوية بن هشام بن عبد الملك) إلى (الأندلس)، ودخلها سنة 138هـ فعُرف بـِِِِِ (عبد الرحمن الداخل)، واستولى على (قُرطبة) وبُويع أميرًا، فكان يدعو أولا للخليفة العباسي (المنصور)؛ فلقَّبه (المنصور) بـِِِِِ (صقر قُريش)، لكنَّه عندما توطد سلطانه أسقط اسمَ (المنصور) من الخطبة، واستمر في الحكم حتى مات سنة 173هـ؛ فخلفَه ابنُه (هشام)، وتتابع الأمويون على حكم (الأندلس) حتى انتهى أمرهم سنة 428هـ.

2- إعلان الخلافة الأموية في (الأندلس) وسقوطها!

حدث ذلك في عهد (عبد الرحمن الناصر) سنة 317هـ؛ حيث أعلن خلافته في (الأندلس) ولقَّب نفسَه بأمير المؤمنين، وعُرف من جاء بعدَه من بني (أُميَّة) بـِِِِِ "الخليفة". وكانت الحكومة الأموية في (الأندلس) قوية، وكثر فيها العمران ونشطت الحركة الفكرية، حتى استكثر خلفاؤها من البربر والصقالبة؛ فأصبحت لهم الكلمة المطلقة في البلاد والحكم الفعلي، كما تعصبوا لأصلهم العربي؛ فنقم عليهم الناقمون، حتى أخذت الأطراف تستقل بحكم نفسها، وتكوَّنت دُويلات داخل الدولة. وقد تنافس ملوك الطوائف فيما بينهم وطمع أحدُهم فيما بيدِ الآخر؛ مما أدى إلى ضعفهم حتى اضطروا لدفع الجزية لـ (ألفونس)، ولاقوا الهوان على أيدي الإسبان، فاستغاثوا بالمرابطين بزعامة (يُوسف بن تاشفين) في (المغرب).

عبر (يُوسف بن تاشفين) إلى (الأندلس) سنة 449هـ لنجدة المسلمين، فهزم الجيش الإسباني بقيادة (ألفونسو) ملك (قشتالة) في معركة (الزَّلاقة)، فرفع الظلم عن مُسلمي (الأندلس) وأسقط عنهم الجزية التي كانوا يدفعونها للإسبان ثم عاد لبلاده، لكنَّ الأندلسيين استنجدوا به مرة أخرى من كثرة الضرائب التي كان يفرضُها عليهم ملوك الطوائف، فلما علم هؤلاء الملوك بقدومه إليهم تحالفوا مع الإسبان عليه، لكنه هزمهم واستولى على البلاد كلها سنة 468هـ ما عدا (سرقسطة) التي بقيت –بسبب بُعدها- تحت حكم (بني هود).

3- حكم المُوحِّدين للأندلس وبداية السقوط

4- شروط تسليم (غرناطة)

5- تشرذم الأندلسيين واضطهادهم

6- سياسة الإبادة ومحو أثر المُسلمين من الأندلس

7- التعذيب في محاكم التفتيش وسجونها

8- طقوس الإحراق

9- إنقاذ بعض الأحياء من سجون محاكم التفتيش